رحلـــــ بدون وداعــ ... في منتصف الليل ... بل عند رحيل الليل ... و بداية فجر جديد ... و كعادتي أمسك بدفتر مذكراتي الصغير أقوم بجرد يومي من فجره إلى ليله ... لكن ليلتي مختلفة ... شعور غريب ينتابني ... و فجأة .......... و بدون مقدمات يرن جرس الهاتف !!!!!! فأسرعت متلهفة لأرد على الهاتف رغم الضيق الذي أصابني عند سماعه إنه صديقي ... و من دهشتي لهذا الإتصال قلت لها دون ردي السلام : ماذا تريدين ؟! ماذا حدث ؟؟قالت : إحدى قريباتي ذلك الذي هو صديقك ... قلت لها : نعم ماذا به ؟!! قالت : لقد تم تعيينه في مدرسة بقرية نائية عنا ... قلت : ما شاء الله و لكن أخبريها بعتابي له ; لأنه لم يبشرني بذلك ... و منذ فترة لم أراه ... و لم أسمع صوته ... قالت و بصوت يشوهه الحزن : آسفة لا أستطيع إيصالها عتابك ; لأن فجر أمس و هو في طريقه للمدرسة أصابه حادث بشع و انتقلت إلى رحمة الله هو و أبيه ... حينها لم أتمالك نفسي فذهبت مسرعة لحجرتي ... لقد مات و رحل ... نعم رحل و تركني وحيد … رحلت شمعة حياتي ... رحل صديقي ... رحل أخي ... إنه كل شيء في حياتي ... أحسست و الدموع تملأ مقلتي أن الدنيا توقفت برحيله ... فأصبحت لا أفارق حجرتي ... بل أصبحت انتظر اليوم الذي أرحل فيه مثلها ... و بعد مرور أسبوع على هذا الحال ... حتى جفت عيناي من الدموع ... أحسست ببصيص أمل يعود لي ... فتشبثت به ... و أدركت حينها أن الحياة لم تنتهي ... و لم تتوقف ... و لن أنسى من ذهب للقاء ربه و هو حامل النور ... فقد رعا الله حق رعاية ... و الكل أحبه بإيمانه و أخلاقه و بشاشته ... و ما بقي لي عند ذكراه إلا رفع كفاي لمالك الملك لأدعي له أن يرحمه ... و يغفر له ... و يوسع له في قبره ... و يجعله روضة من رياض الجنة ... إنه سميع مجيب .. |
No Comment to " أين أنت يا صديقي ؟ :( ! "